تمضي الحياة و لا زلت أحبك [ حلم ] .. يعانق روحي و لا يتحقق هكذا أنت يا راحلة مع الغياب ! يا حلماً أضحى كابوس و يا وجعي الأبدي ضحايا الغياب نحن دُفنّا في مقبرته حتى أسدل ستائره على أرواحنا تتلمذنا على يد الوجع غرقنا في بحر الحزن و ثملنا الألم أحلامنا الموؤودة وُجِدت كي لا تتحقق هكذا نحن خُلقنا لنكون وحدنا خُلقنا لـ نُخذل .. نحزن .. نفقِد و نُفقد جُبلنا على الإنطواء حتى غرقنا فيـہ لا ذنب لنا سوى [ الوفاء ] ؛
و كأن صكوك الوفاء هذه ليست سوى لعنة حلت علينا لا أذكر يوماً مر عليّ دون أن أتسائل بأي ذنبٍ خُذِلنا بأي ذنبٍ نُحِر الحلم يحدث أن نغفو ذات مساء لنستقيظ بعدها مكبلين بالذكرى إثر حلمٍ عابر أبى أن يُسلّمنا للنسيان يوقظ ذكرياتنا و يفتح أبواب أوجاعنا على مصراعيها هكذا أنتى حين أجبر قلبي على تناسيكى تزوريني في منامي يحدث دآئماً أن يستيقظ صبي من نومه مذعور بعد أن رأى خاتم زفافه ” الذي وصلها هدية منه “
يُزيِّن يد غيرها و يحدث أن يستيقظ عاشق في ذات فقد فيرى معشوقته التي رفض أهلها اقترانه بها ( بالأمس ) و قد سُلِبت منه لم تكن تلك الفتاة سوى [ أنتى ] و لم يكن هذا العاشق سوى [ أنا ] و ياله من كابوس مؤلم أن تعيش و أنت موقن بالفقد تنتظره يومياً إن لم يكن فقدك اليوم فهو آت في الغد لا محالة و كيف لقلبٍ يريد أن يسعد أن ينتظر الحزن هكذا ؟
فقط لو أنكى تدري كيف أنزعج عندمآ يؤلمني الحنين و يوجعني الفقد و يبكيني الخذلان لعلك تفعلى شيئاً ؛ كأن ترحلى سريعاً سريعاً ؛ بدون وداع بدون زيارات في الحلم بدون ذكرى ! بدون نبض يا راحلة عني مع الغياب علميني كيف أسلي قلبي عن ذكرك علميني كيف أنسى الوجع و كيف أعيش لنفسي فقط كيف أهجر وطن الحزن و كيف أغادر مدينة الغياب ؟علميني كيف أنبض دونك ؛ بعد أن كنت أنبض بكى و لكى و فيكى علميني كيف أبتسم دون أن تكونى أنتى سبب سعادتي علميني كيف أنساكى أو أتناساكى كيف أقنع روحي أنها لن تكون لكى كيف أصبر و كيف أحتمل وجع غيابك علميني كيف أعيش بلا حياة أيقظيني منگ ! أخبرني بأنك حلم و اهمسى لي بأنگ أبداً لن تعودى قولى لي بأنهم نجحوا في نحر الحلم قولى لي أن قلبي مات و كفنه رحيلك هم لا يعلمون أن قلبي في غيابك قطعة خُردة لا يصلح للحياة أو الحب تراهم ماذا ينتظرون من قلب معطوب و روح هرمة ؟ماذا ينتظرون من جسد بلا حياة ؟ و قلب بلا نبض و هل لمن يفقد مثيلك يبقى له عمر ؟ألستى أنتى عمري ؟ و برحيلك أنا بلا عمر بلا حياة فقط وجعٌ مزمن و غيابٌ سرمدي يا وجعي ماذا لو أنهم لم يقفوا في وجه حلمنا ؟ماذا لو ابتسم القدر لنا و اجتمعنا ذات مساء تحت شرفة القمر ماذا لو كنت نصيبك ماذا لو أكملنا الرحلة سوياً ؟ياااه لو تدري كيف أحبك كيف أنك عن قلبي لا تغيبى كيف أحلم بك عنك و لك أيام وشهور و لا زلت [ أحبك ]رحلتى و لا زلت [ أحبك ] خذلتني باستسلامك .. و لا زلت [ أحبك ] ! و ستودعيني للأبد .. و أنا سأظل [ أحبك ] أتسآئل كل يوم و كأنك معي تحادثيني و تسمعى ما أقول ماذا لو أنني طيف أزورك كل ليلة في منامك ؟ نضحك سويًا و نملأ الدنيا ألوانا و زهور ماذا لو أنني أنفاسك ؟ و أنتى تمتنعى عن التنفس لكي تحتفظى بي فيكى ماذا لو أنني دمعة ؟ و أنتى تمتنعى عن البكاء كي أبقى في عينيكى و لا أتهاوى من المقل ماذا لو أنني فرشاة تلوينك و كلما رسمتيني لونت حياتك ماذا لو أنني السلسلة التى برقبتك ألتصق بعنقك تماماً و أقبّل جبين روحك كل صباح !
ماذا لو كنت نبض ـك ؟ لا تعيش بدوني و إن غبت فأنتى ميتة لا محالةماذا لو كنت وجعك ؟ و أتعمد الغياب كي لا تتألمى ماذا لو كنت غيمة في سمآءك ؟ و ذات فقد تشرق شمسك و تذرني الرياح ماذا لو كنت طفلك المدلل و أوقظك كل ظهيرة لتحضرى لي حلوى ماذا لو أنني حلمك و كلما هممتى بالنوم أترائى لكى ماذا لو أنني حرفك و كلما بُحت كتبتني ماذا لو أنني فرحك ؟و أبقى متشبث بك للأبد .. فلا تحزنى أبدا ماذا لو أنني ضحكة و لٱ أفارق محياك ماذا لو أنني حنين و أوقظك من نومك كل ذات فقد ماذا لو أنني لحن حزين و كلما آستمعتيني طرقت أبواب الحنين المكبوت في داخلك ! ماذا لو أنني معزوفتك و كلما اشتقتى إليّ وجدتيني بين مفاتيح بيانو قلبك ماذا لو أنني أغنيتك و تشدى بي كل صباح ماذا لو أنني شيء لا يمكن الاگٺفآء منـہ ماذا لو أنني كل أشيائك مجنون أنا بكى و لكن ما فائدة الجنون و هو حلم يأبى أن يطرق أبواب الواقع مكتفياً بـ إدارة ظهر السعادة عن قلوبنا لترحل يا غياب و ليبقى لي الحزن و الفقد و كثير من الخيبة و الخذلان قد نلتقي يوماً و تعرفى بعدها أن الوجع هو قدري و ليس أنتى و تمضي الحياة و حتى الموت سأظل أحبك و لأنك حلم ! سأغمض عيني للأبد لأعيشك حلماً سرمدياً يا [ غياب ] دمتى حلمي يآ وجعي