قصيدة؛بعنوان: إنتظار الحب

وأنا أنتضر الحبيب في إحدى اللياليا
أطال الغياب فرحت بالشعر ساليا
أقول وأقول الشعر حتى صرت ساهيا
وفجأة يا سادتي وجدت نفسي في صحراء خاليا
ليس فيها إلا الحروف والكلمات لا يتلوها تاليا
وخلف  صحراء الكلمات يا سادتي
تلة خضراء للناضرين باديا
وخلف تلك التلة بحر لجاج بالأمواج عاليا
غلبني الفضول فاقتربت من البحر لاهيا
وفجأة وضعت رجلي في مائه سادتي
فالتقمني موجه كان عاتيا
وجدت أن البحر الذي ولجته ليس ماء
بل بحر كلمات فامتطيت القافية
أسير في ذاك البحر مجدفا بالفكر
والموج كان ألفا وباءا والحروف باقيا
وصلت قلعة محروسة بالشعراء باديا
سرت بينهم أسيرا شاكيا باكيا
أمام ملك الشعر طرحوني ووزراءه حوليا
كان هناك كلمات يرتدين الأحمر باديا
كن كلمات الحب والغزل وتاء التأنيث تاليا
وأخريات يرتدين الأسود قاتما باكيا
أضنهن حروف وكلمات الرثاء متواليا
وأخرى كلمات قبيحات المنضر
نتنات الرائحة مسجونات في زاوية
هل عرفتموهن سادتي
هن حروف الهجاء لا أراك الله باليا
وأخرى ملحفات بالسواد والدماء والسيوف والرماح
واقفات شامخات الأعناق ينضرن عاليا
سألت عنهن تلك كلمات الفخر كلمات الحرب
كانت للشجعان الزير وأبن عباد وكليب وعنترة غازيا
كلمات أقسمت بها تغلب وبكر أقسمت بها قريش ماضيا
كلمات قالها شجعان كرماء مثل حسان وحاتم الطائيا
وكلمات تشبههن حسنا  أمامهن ينضرن تعاليا
يا سادتي أنهن كلمات قالها المتنبي وأبحر فيها أبو العتاهية
وقبلهم عنترة في عبلة سلبت القلب غير ساليا
وقيس كان يتلو شعره من قلب إكتوى بنار ليلى في الخواليا
وهناك درر تزين المكان سألت من كان واقفا ما
قال هلاء المعلقات السبع في الكعبة عاليا
من قالها قد فاض عقله بالكلمات ما كان راقيا
معلقات بالسحر في العروبة أنطقت من كان أبكما ومن كان لاهيا
....
وفي حضرة ذاك الملك حروف ترقص
رقصا فسألت أين الغانيا أين الغانيا
الكل كان يسألني من أنت ما جاء بك
هل أنت شاعر قلت فما أدرانيا
سألني أحد الشعراء يحمل سيفههل
تعرف الزير سالم هل تعرف إمرأ القيس
هل تعرف الخساء الباكية
هل تركب الخيل هل أنت إبن البادية
لم أجب سادتي وطأطأت الرأس شاكيا
فسألني وزير آخر هل تعرف المتنبي
هل تعرف الأصمعي هل تعرف أبا العتاهية
فقلت في خجل لا لا أعرفهم
فقال آخر عل تعرف محمود درويش
  هل تعرف نزارقبانيفصحت قائلا لذاك الوزير هذا ما ليا
 فقال الملك من أي بلاد أنت ومن أي زمن جئت
فقلت أنا من بلاد أسمهابلاد الشام هل تعرفها
فنضر الملك إلى وزرائه سائلا وداعيا
من يعرف هذه البلاد من يسكنها من الشعراء
فقام أحدهم في آخر الصف مبتهجا ساريا
وقال هل تعرف محمود درويشفأجبته باكيا

ذاك شاعر الثوار بلاد الأحرار
ذاك عمي ذاك خاليا
فتبسم ملك الشعر وقال ما جاء بك إلينا
هل تقول الشعر هل تحفض القافية
قلت لم أقل شعرا ولكني أبن البادية
فقال هل ركبت الخيل هل سكنت الخيمة هل شربت من الساقية
فقلت لا فبيوتنا قصور وخيلنا محركات وماءنا نشربه في الآني
فغضب ملك الشعر غضبا ضهرت أوداجه وكان ذاك للعيان باديا
إبن العروبة لا يعرف الشعر ولا يقول القافية
أقتلوه أو أصلبوه فهو للموت أقرب منه ما هو حيا
فصرخت مهلا ملك الشعر إني عاشق
وأضن أن الشعر بعد العشق واليا
فبكى ملك الشعر وقال إطلقو صراحه
فإنه عاشق والشعر بعد العشق لا شك آتيا
فلبست رداء العشق وتركت ما كان من الشعر باقيا
فلم أزل مبحرا عائدا لبحر زمانيا آتيا
حتى أدركني الفجر والعشق ممسك بعنقي يكتم أنفاسيا
فلا أنا حي سادتي ولا شهيد في زمن الحب باقيا

____________